حرائق الغابات الطبيعية والمتعمدة:
====================
أن حرائق الغابات تحدث إما بفعل أسباب بشرية أو أسباب طبيعية . ومعظم الحرائق حول العالم تسببها الأنشطة البشرية . والبرق هو على الأرجح السبب الطبيعي الأكثر شيوعاً للحريق . وفي المناطق المدارية تحدث الحرائق الطبيعية في كل موسم جاف في أدغال السافانا وفي الفصول الموسمية وفي الغابات ذات الأشجار نصف المتساقطة وفي غابات الصنوبر المدارية وأشجار البوص (البامبو) . أما حدوث الحرائق في البراري في معظم الغابات المدارية المطرية التي لم تحدث فيها اضطرابات وتسود فيها الأشجار العالية التي تكون مظلات مغلقة ، تعتبر حرائق تكاد تكون مستحيلة بسبب المناخ الصغير الرطب ، والوقودات الرطبة وبطء الرياح وشدة الأمطار وكلها تنشئ ظروفاً غير قابلة للاشتعال.
هي جزء هام وطبيعي من الأنظمة التي تحدث اضطراباً في كثير من الأنظمة الإيكولوجية الحراجية في المناطق المعتدلة والشمالية . وهناك عدة ملايين من الهكتارات من الغابات الشمالية تحرق كل عام ، وتكون شدة الحريق عالية في كثير من الحالات . وقابلية الغابات للاشتعال عالية أيضا في كثير من مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ، ويوجد كثير من المجتمعات النباتية الشديدة التعرض للحرائق بل المهيأة لحدوث حرائق منتظمة .
أن عدم نشوب حرائق في الغابات والأدغال ، حيث يكون الحريق جزءاً من عملية إعادة الانعاش الإيكولوجية ، يمكن أن يكون له تأثير ضار على التنوع البيولوجي وعلى عملياته على المدى الطويل . ففي هذه الأنظمة الإيكولوجية تكون الأنواع متوائمة مع أنظمة الحريق الطبيعية أو التي يؤثر البشر فيها وقد تستفيد من آثار الحريق . والحريق المتعمد كثيراً ما يستعمل كأداة للإدارة في هذه الأنظمة الإيكولوجية . بيد أن التباين في تعدد الحرائق وشدتها هو تباين شديد ، فمثلاً خلال فترات الجفاف الطويلة يمكن أن تصبح الحرائق الطبيعية أو الحرائق التي تحدث في استعمالات الأراضي حرائق يفلت زمام التحكم فيها وذات آثار مؤذية على الأوضاع الإيكولوجية.
=================================================
ثانيا:
...............................................حرائق الغابات غير المتحكم فيها خلال العقود الأخيرة وأسباب تلك الحرائق:
................................................========================================
على النطاق العالمي احصاءات موثوق بها بشأن التوزيع السنوي لحرائق الغابات ومدى هذه الحرائق . غير أن الفاو ، في أخر تقييم لها للموارد الحراجية (FAO 2001) قد أدرجت أحصاءات حرائق الغابات للمرة الأولى ، غير أن هذه الاحصاءات ليست شاملة . فلا توجد بيانات عن أفريقيا ويوجد قليل من البيانات عن آسيا وأوقيانيا والأمريكات ولكن توجد مجموعة كاملة من البيانات بشأن أوروبا . وبعض البلدان التي تأثرت تأثيراً شديداً بالحرائق ، مثل أندونيسيا والبرازيل ، لا توجد احصاءات عن حرائقها واردة في تقييم 2000 لموارد الغابات الذي قامت به الفاو . والحصول على احصاءات بشأن حرائق الغابات أمر صعب ؛ كثيراً ما لا يكون لدى الحكومات في البلدان النامية الموارد البشرية والتقنية الكافية للقيام بذلك التقييم .
وهناك أيضا حاجة إلي زيادة الوضوح بشأن نوع النباتات التي تحرق ، وإلى تحسين المعلومات بشأن درجة الأضرار التي تحدثها الحرائق في الغابات .
أن توليفة من الأنشطة البشرية ونوع الوقود والظروف المناخية هي التي تسبب معظم حرائق النباتات وبينما الظروف المناخية التي تنشئ الجفاف وتؤثر في قابلية الغابات للاشتعال هي أمر طبيعي ، إلا أن العوامل التي حولت تلك الوقائع إلى كوارث هي عوامل معظمها من صنع البشر . وخلال العقدين الماضيين ، حدثت حالات جفاف كثيرة ومتسعة مشفوعة بزيادة الضغط على الأراضي وباستعمال غير مستدام للغابات ، خصوصاً في المناطق المدارية ، أدت إلى تزايد كوارث الحرائق وحدثت أسوأ الحرائق في 1983/84 و 1997/98 . وفي السنوات الأخيرة (1997/98 و 2000) بصفة خاصة كانت حرائق الغابات شديدة ومتسعة النطاق في أفريقيا (كينيا ، رواندا) وآسيا (أندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة ، مونغوليا ، روسيا ) ، أستراليا ، أوروبا (روسيا والمنطقة المتوسطية وخصوصاً اليونان وإيطاليا وأسبانيا) ، وأمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى (البرازيل ، كولومبيا ، بيـرو ، أمريكا الوسطى، المكسيك ) وأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا الغربية ) . وخلال هذه الحرائق دمرت مساحات شاسعة من الغابات لا تحترق إلا في النادر ،وتوحي التقديرات بأن الحرائق في 1997/98 قد أثرت فيما يصل إلى 20 مليون هكتار من الغابات على النطاق العالمي.
أن الأسباب الرئيسية المباشرة التي يصنعها البشر والتي تسبب حرائـــــق الغابـــــات هـي تعرية الأراضي عن طريق الحريق ، والحرائق المتصلة باستخراج الموارد و الحرائق المتعمدة ؛ (الإجرامية) ؛
و الحرائق الطارئة أو المتسللة ؛ و تزايد مقادير الوقود القابل للاحتراق في الغابات بسبب تقطيع الأشجار أو بسبب الإزالة الناشئة عن الحرائق .
استراتيجيات تنمية الأراضي مثل إنشاء المزارع الكبيرة أو زراعات الأشجار التي تصنع منها عجينة الورق أو أشجار زيت النخيل ، تستعمل حرائق كوسيلة لإعداد الأرض وأسهمت إسهاماً كبيراً في إحداث حرائق الغابات في السنوات الأخيرة . وبالإضافة إلى ذلك يستعمل صغار حائزي الأرض من المزراعين الحرائق في إعداد الأرض وفي الزراعة التي تعتمد على التقطيع والحرق .
وهذه الحرائق الرامية إلى تعرية الأرض كثيراً ما تتسلل إلى خارج المساحة المقصودة ، خصوصاً خلال الجفاف ، وتشتعل في الغابات المجاورة . والحريق المتعمد (الإجرامي ) هو سبب رئيسي لكثير من الحرائق في مناطق عديدة غنية بالموارد ، حيث تكون الأراضي نادرة للإنتاج الزراعي و/أو حيث توجد منازعات بين الموارد بشأن الحيازة أو بشأن حقوق التوصل ( Applegate et al. 2001) .
إن الغابات المدارية المطرية ، على الرغم من مقاومتها للحرائق الطبيعية في الغابات ، إلا أنها قد تصبح أكثر عرضة لهذه الحرائق خلال فترات الجفاف الشديد ، كما حدث خلال سنوات " النينيو" . والتفكير العام الآن يتجه إلى أن حرائق الغابات المدارية المطرية ، حتى الغابات التي لم تمس أو لم تقطع أشجارها ، قد تغيرت فبعد أن كانت لا تتعرض إلا لحرائق سطحية نادرة جداً وقليلة الشدة ، أصبحت ذات حرائق متعددة نسبياً ويمكن أن تكون شديدة ، وهي ما تسمى حرائق نزع الغابات (IUCN/WWF 2000) . وفي غابات الخث المستنقعية المدارية ، يمكن أن يحدث نوع ثالث من الحرائق – حرائق الأرض – عندما تشتعل طبقات الخث . وفي السنوات الأخيرة كان كثير من هذه الحرائق في غابات الخث بفعل البشر ، كما كانت أشد ضراوة مما كانت من قبل ، بسبب صرف الماء من الأراضي الخثية ، الذي يجعلها أشد تعرضاً للحريق .
إن ما يحدث في الغابات من اضطرابات سابقة للحرائق أمر له ارتباط شديد بحدوث الحرائق وبآثارها . وبصفة عامة ، تكون شدة الحريق ومبلغ الأضرار أكبر بكثير في الغابات التي قطعت منها الأشجار بالقياس إلى الغابات الطبيعية . ومن أهم الآثار الإيكولوجية للحريق تزايد احتمال حدوث حرائق أخرى في السنوات اللاحقة ، على أثر سقوط الأشجار الميتة على الأرض وتجفيف الغابات بفعل ضوء الشمس ، وتزايد إمكانيات الوقود بتزايد الأنواع القابلة للاحتراق . وأشد الحرائق دماراً تحدث في الغابات المطرية التي سبق تعرضها للحريق ، وآثار تعدد الحرائق في إحداث تدهور الغابات المدارية المطرية كبيرة .
وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط ، أصبح الكثير من الأنظمة الإيكولوجية التي كانت مرتعاً للرعي أو ذات أشجار صغيرة أو حدثت فيها حرائق ، متروكة أو حدث فيها تغير بسبب التزايد العام في مقدار الوقود وقابليته للاشتعال . وهناك عامل إضافي شديد يتمثل في الإنشاء على نطاق واسع لمزارع من أشجار الصنوبر والكافور . فهذه زراعات شديدة الاشتعال ، وسببت حرائق واسعة في البراري . ومن العناصر الهامة في مشكلة حرائق البراري في المنطقة المتوسطية تزايد الحرائق المتعمدة الإجرامية إلى حد لم يسبق له مثيل ؛ فيمكن أن تكون أغلبية كبيرة من الحرائق متعمدة (Goldammer and Jenkins 1990) .
وفي الغابات المعتدلة والشمالية في أمريكا الشمالية توجد ثلاثة أسباب رئيسية لإشعال الحرائق هي باستمرار . البرق وإحراق النفايات والحريق المتعمد الإجرامي . والقضاء على الحرائق خلال العقود الأخيرة ترك مقدراً كبيراً من الخشب الميت في الغابات ، مما يوجد وقوداً محتملاً لحرائق واسعة شديدة الضرر . وقد استعمل الحريق في الاتحاد الروسى على مدى طويل كوسيلة لتعرية الأرض . غير أن الأزمات السياسية والاقتصادية هي على الأرجح من أهم الأسباب الكامنة وراء الحرائق الواسعة النطاق التي حدثت مؤخراً . أما من ناحية الأسباب الاجتماعية – الاقتصادية فإن الناس يحولون انتباههم إلى الغابات للحصول منها على دخل وعلى صيد وعلى أشجار تقطع بطريقة غير مشروعة وعلى مجموعات من المنتجات الحراجية غير الخشبية مثل الفطر وأصناف التوت وقد ازداد هذا الاتجاه كثيراً ، مما زاد من مخاطر حدوث الحرائق العارضة . وتعتقد السلطات أن 70-85 في المئة من الحرائق هي من صنع الإنسان ، ويرتفع هذا الرقم إلى أرقام أعلى من ذلك في غرب بلاد جبال الاووال (IUCN/WWF 2000).
====================
أن حرائق الغابات تحدث إما بفعل أسباب بشرية أو أسباب طبيعية . ومعظم الحرائق حول العالم تسببها الأنشطة البشرية . والبرق هو على الأرجح السبب الطبيعي الأكثر شيوعاً للحريق . وفي المناطق المدارية تحدث الحرائق الطبيعية في كل موسم جاف في أدغال السافانا وفي الفصول الموسمية وفي الغابات ذات الأشجار نصف المتساقطة وفي غابات الصنوبر المدارية وأشجار البوص (البامبو) . أما حدوث الحرائق في البراري في معظم الغابات المدارية المطرية التي لم تحدث فيها اضطرابات وتسود فيها الأشجار العالية التي تكون مظلات مغلقة ، تعتبر حرائق تكاد تكون مستحيلة بسبب المناخ الصغير الرطب ، والوقودات الرطبة وبطء الرياح وشدة الأمطار وكلها تنشئ ظروفاً غير قابلة للاشتعال.
هي جزء هام وطبيعي من الأنظمة التي تحدث اضطراباً في كثير من الأنظمة الإيكولوجية الحراجية في المناطق المعتدلة والشمالية . وهناك عدة ملايين من الهكتارات من الغابات الشمالية تحرق كل عام ، وتكون شدة الحريق عالية في كثير من الحالات . وقابلية الغابات للاشتعال عالية أيضا في كثير من مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ، ويوجد كثير من المجتمعات النباتية الشديدة التعرض للحرائق بل المهيأة لحدوث حرائق منتظمة .
أن عدم نشوب حرائق في الغابات والأدغال ، حيث يكون الحريق جزءاً من عملية إعادة الانعاش الإيكولوجية ، يمكن أن يكون له تأثير ضار على التنوع البيولوجي وعلى عملياته على المدى الطويل . ففي هذه الأنظمة الإيكولوجية تكون الأنواع متوائمة مع أنظمة الحريق الطبيعية أو التي يؤثر البشر فيها وقد تستفيد من آثار الحريق . والحريق المتعمد كثيراً ما يستعمل كأداة للإدارة في هذه الأنظمة الإيكولوجية . بيد أن التباين في تعدد الحرائق وشدتها هو تباين شديد ، فمثلاً خلال فترات الجفاف الطويلة يمكن أن تصبح الحرائق الطبيعية أو الحرائق التي تحدث في استعمالات الأراضي حرائق يفلت زمام التحكم فيها وذات آثار مؤذية على الأوضاع الإيكولوجية.
=================================================
ثانيا:
...............................................حرائق الغابات غير المتحكم فيها خلال العقود الأخيرة وأسباب تلك الحرائق:
................................................========================================
على النطاق العالمي احصاءات موثوق بها بشأن التوزيع السنوي لحرائق الغابات ومدى هذه الحرائق . غير أن الفاو ، في أخر تقييم لها للموارد الحراجية (FAO 2001) قد أدرجت أحصاءات حرائق الغابات للمرة الأولى ، غير أن هذه الاحصاءات ليست شاملة . فلا توجد بيانات عن أفريقيا ويوجد قليل من البيانات عن آسيا وأوقيانيا والأمريكات ولكن توجد مجموعة كاملة من البيانات بشأن أوروبا . وبعض البلدان التي تأثرت تأثيراً شديداً بالحرائق ، مثل أندونيسيا والبرازيل ، لا توجد احصاءات عن حرائقها واردة في تقييم 2000 لموارد الغابات الذي قامت به الفاو . والحصول على احصاءات بشأن حرائق الغابات أمر صعب ؛ كثيراً ما لا يكون لدى الحكومات في البلدان النامية الموارد البشرية والتقنية الكافية للقيام بذلك التقييم .
وهناك أيضا حاجة إلي زيادة الوضوح بشأن نوع النباتات التي تحرق ، وإلى تحسين المعلومات بشأن درجة الأضرار التي تحدثها الحرائق في الغابات .
أن توليفة من الأنشطة البشرية ونوع الوقود والظروف المناخية هي التي تسبب معظم حرائق النباتات وبينما الظروف المناخية التي تنشئ الجفاف وتؤثر في قابلية الغابات للاشتعال هي أمر طبيعي ، إلا أن العوامل التي حولت تلك الوقائع إلى كوارث هي عوامل معظمها من صنع البشر . وخلال العقدين الماضيين ، حدثت حالات جفاف كثيرة ومتسعة مشفوعة بزيادة الضغط على الأراضي وباستعمال غير مستدام للغابات ، خصوصاً في المناطق المدارية ، أدت إلى تزايد كوارث الحرائق وحدثت أسوأ الحرائق في 1983/84 و 1997/98 . وفي السنوات الأخيرة (1997/98 و 2000) بصفة خاصة كانت حرائق الغابات شديدة ومتسعة النطاق في أفريقيا (كينيا ، رواندا) وآسيا (أندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة ، مونغوليا ، روسيا ) ، أستراليا ، أوروبا (روسيا والمنطقة المتوسطية وخصوصاً اليونان وإيطاليا وأسبانيا) ، وأمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى (البرازيل ، كولومبيا ، بيـرو ، أمريكا الوسطى، المكسيك ) وأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا الغربية ) . وخلال هذه الحرائق دمرت مساحات شاسعة من الغابات لا تحترق إلا في النادر ،وتوحي التقديرات بأن الحرائق في 1997/98 قد أثرت فيما يصل إلى 20 مليون هكتار من الغابات على النطاق العالمي.
أن الأسباب الرئيسية المباشرة التي يصنعها البشر والتي تسبب حرائـــــق الغابـــــات هـي تعرية الأراضي عن طريق الحريق ، والحرائق المتصلة باستخراج الموارد و الحرائق المتعمدة ؛ (الإجرامية) ؛
و الحرائق الطارئة أو المتسللة ؛ و تزايد مقادير الوقود القابل للاحتراق في الغابات بسبب تقطيع الأشجار أو بسبب الإزالة الناشئة عن الحرائق .
استراتيجيات تنمية الأراضي مثل إنشاء المزارع الكبيرة أو زراعات الأشجار التي تصنع منها عجينة الورق أو أشجار زيت النخيل ، تستعمل حرائق كوسيلة لإعداد الأرض وأسهمت إسهاماً كبيراً في إحداث حرائق الغابات في السنوات الأخيرة . وبالإضافة إلى ذلك يستعمل صغار حائزي الأرض من المزراعين الحرائق في إعداد الأرض وفي الزراعة التي تعتمد على التقطيع والحرق .
وهذه الحرائق الرامية إلى تعرية الأرض كثيراً ما تتسلل إلى خارج المساحة المقصودة ، خصوصاً خلال الجفاف ، وتشتعل في الغابات المجاورة . والحريق المتعمد (الإجرامي ) هو سبب رئيسي لكثير من الحرائق في مناطق عديدة غنية بالموارد ، حيث تكون الأراضي نادرة للإنتاج الزراعي و/أو حيث توجد منازعات بين الموارد بشأن الحيازة أو بشأن حقوق التوصل ( Applegate et al. 2001) .
إن الغابات المدارية المطرية ، على الرغم من مقاومتها للحرائق الطبيعية في الغابات ، إلا أنها قد تصبح أكثر عرضة لهذه الحرائق خلال فترات الجفاف الشديد ، كما حدث خلال سنوات " النينيو" . والتفكير العام الآن يتجه إلى أن حرائق الغابات المدارية المطرية ، حتى الغابات التي لم تمس أو لم تقطع أشجارها ، قد تغيرت فبعد أن كانت لا تتعرض إلا لحرائق سطحية نادرة جداً وقليلة الشدة ، أصبحت ذات حرائق متعددة نسبياً ويمكن أن تكون شديدة ، وهي ما تسمى حرائق نزع الغابات (IUCN/WWF 2000) . وفي غابات الخث المستنقعية المدارية ، يمكن أن يحدث نوع ثالث من الحرائق – حرائق الأرض – عندما تشتعل طبقات الخث . وفي السنوات الأخيرة كان كثير من هذه الحرائق في غابات الخث بفعل البشر ، كما كانت أشد ضراوة مما كانت من قبل ، بسبب صرف الماء من الأراضي الخثية ، الذي يجعلها أشد تعرضاً للحريق .
إن ما يحدث في الغابات من اضطرابات سابقة للحرائق أمر له ارتباط شديد بحدوث الحرائق وبآثارها . وبصفة عامة ، تكون شدة الحريق ومبلغ الأضرار أكبر بكثير في الغابات التي قطعت منها الأشجار بالقياس إلى الغابات الطبيعية . ومن أهم الآثار الإيكولوجية للحريق تزايد احتمال حدوث حرائق أخرى في السنوات اللاحقة ، على أثر سقوط الأشجار الميتة على الأرض وتجفيف الغابات بفعل ضوء الشمس ، وتزايد إمكانيات الوقود بتزايد الأنواع القابلة للاحتراق . وأشد الحرائق دماراً تحدث في الغابات المطرية التي سبق تعرضها للحريق ، وآثار تعدد الحرائق في إحداث تدهور الغابات المدارية المطرية كبيرة .
وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط ، أصبح الكثير من الأنظمة الإيكولوجية التي كانت مرتعاً للرعي أو ذات أشجار صغيرة أو حدثت فيها حرائق ، متروكة أو حدث فيها تغير بسبب التزايد العام في مقدار الوقود وقابليته للاشتعال . وهناك عامل إضافي شديد يتمثل في الإنشاء على نطاق واسع لمزارع من أشجار الصنوبر والكافور . فهذه زراعات شديدة الاشتعال ، وسببت حرائق واسعة في البراري . ومن العناصر الهامة في مشكلة حرائق البراري في المنطقة المتوسطية تزايد الحرائق المتعمدة الإجرامية إلى حد لم يسبق له مثيل ؛ فيمكن أن تكون أغلبية كبيرة من الحرائق متعمدة (Goldammer and Jenkins 1990) .
وفي الغابات المعتدلة والشمالية في أمريكا الشمالية توجد ثلاثة أسباب رئيسية لإشعال الحرائق هي باستمرار . البرق وإحراق النفايات والحريق المتعمد الإجرامي . والقضاء على الحرائق خلال العقود الأخيرة ترك مقدراً كبيراً من الخشب الميت في الغابات ، مما يوجد وقوداً محتملاً لحرائق واسعة شديدة الضرر . وقد استعمل الحريق في الاتحاد الروسى على مدى طويل كوسيلة لتعرية الأرض . غير أن الأزمات السياسية والاقتصادية هي على الأرجح من أهم الأسباب الكامنة وراء الحرائق الواسعة النطاق التي حدثت مؤخراً . أما من ناحية الأسباب الاجتماعية – الاقتصادية فإن الناس يحولون انتباههم إلى الغابات للحصول منها على دخل وعلى صيد وعلى أشجار تقطع بطريقة غير مشروعة وعلى مجموعات من المنتجات الحراجية غير الخشبية مثل الفطر وأصناف التوت وقد ازداد هذا الاتجاه كثيراً ، مما زاد من مخاطر حدوث الحرائق العارضة . وتعتقد السلطات أن 70-85 في المئة من الحرائق هي من صنع الإنسان ، ويرتفع هذا الرقم إلى أرقام أعلى من ذلك في غرب بلاد جبال الاووال (IUCN/WWF 2000).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق