نسمع كل يوم عن تعرض الأطفال على مستوى العالم لظاهرة التحرش والاعتداء الجنسي عليهم، وإذا كان هناك درس لابد من تعلمه سيكون الانتباه واليقظة لحماية أبنائنا من الوقوع ضحايا لمثل هذه الحوادث البشعة.
ورغم انتشار هذه الظاهرة في الدول الغربية فنحن بحاجة إلى الحذر من كل إنسان ذي سلطة سواء كان عربياً أو غربياً، في مكان تعليمي أو ترفيهي، فهناك الفاسدون من مختلف الطبقات العلمية والعمرية، فكلما مرت الأيام ساءت أخلاق البشر فانتبهوا أيها الآباء وتيقظوا لأبنائكم.
بالطبع لا نتمنى أن يتعرض أي طفل لهذه الكارثة، لكن بما أن الوقاية خير من العلاج.. نقدم لكم بعض المؤشرات التي إن ظهرت على ابنك أو ابنتك اعلم أنهم قد تعرضوا للاعتداء الجنسي، حتى تبدأ في اتخاذ الخطوات اللازمة لعلاج هذه الكارثة بصورة صحيحة وتجنب تكرارها مرة أخرى.
تقرير مركز العنف الجنسي والموارد البشرية:
أقر مركز العنف الجنسي عن تعرض فتاة من بين كل أربعة، وصبي من بين كل ستة، للاعتداء الجنسي قبل سن الثامنة عشر؛ حيث تقع الاعتداءات بنسبة 90% من جانب أشخاص يعرفهم الأطفال ويثقون بهم كالمعلم، المدرب، القريب أو الجار.
إلى جانب أن من يكونون في مواقع السلطة يقومون بالتغطية على سلوك زملائهم المنحرفين مما يترك الوالدين في حالة من الشعور بالعجز والخوف، ولحسن الحظ هناك أشياء يمكننا القيام بها لحماية أطفالنا، أولا وقبل كل شيء علينا التحدث عن هذه القضايا للحصول على حوار مستمر لعلاجها، وتحفيزنا لنكون أكثر وعيا للإبلاغ عن الإساءة فور حدوثها.
ولطرح قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال وإخراجها من الدرج، نحن بحاجة إلى التعرف على -ليس فقط مؤشرات التحذير التي تظهر على الطفل- ولكن من السلوك غير اللائق من جانب البالغين الذين يتفاعلون معه.
التصرفات المثيرة للقلق في سلوك طفلك هي:
تعتبر هذه التصرفات مؤشرا على أن طفلك يتعرض للاعتداء الجنسي فانتبه لها.
بعض الأعراض المرضية:
- الإصابة بأنواع الصداع المختلفة.
- آلام المعدة.
- الشعور بالتعب والإنهاك.
اضطرابات النوم:
- يعاني من كوابيس مستمرة.
- الصعوبة في النوم.
- عدم التعمق في النوم.
تغير في الشهية للطعام:
حيث نجد شهية الطفل غير مستقرة؛ فأحيانا نجده يريد الطعام بنهم وأحيانا أخرى لا يرغب فيه إطلاقا، هذا بالإضافة إلى تغير في عادات تناول الطعام المتعارف عليها بين الأسرة الواحدة.
تقلبات مزاجية:
يصاب الشخص الذي يتعرض للإيذاء أو الاعتداء الجنسي ببعض التقلبات المزاجية كالغضب الشديد الغير مبرر أو الشعور بالخوف بدون سبب ملحوظ.
أعراض الاكتئاب:
تظهر على الطفل أعراض الاكتئاب وتشمل فقدان الاهتمام بأنشطة كان من المعتاد أن تسعده.
تضاؤل الأداء المدرسي:
نلاحظ على هذا الطفل تراجعاً في أدائه المدرسي مثل انطوائه على نفسه وتجنب الاشتراك في الأنشطة المنزلية، تراجع درجاته العلمية، عدم رغبته أو قلة اهتمامه بتأدية واجباته المنزلية وغيرها من مؤشرات التراجع في الاهتمامات والالتزامات الدراسية.
ازدياد الإشارة إلى السلوك الجنسي:
عند تعرض الطفل للاعتداء الجنسي تزداد إشاراته للسلوك الجنسي كأن يعيد تمثيله باستخدام الدمى التي يلعب بها، أو وصف أجزائها الجنسية، أو حتى قد يستخدم اللغة لوصف الأفعال الجنسية.
اضطرابات سلوكية:
تظهر عليه بعض الاضطرابات السلوكية مثل:
- عدم انتظام السلوك.
- التلعثم في الحديث.
- محاولة جرح نفسه.
- محاولة حرق الطفل لنفسه.
الخوف من اللمس:
نتيجة لتعرض الطفل للاعتداء الجنسي تزداد لديه حالة من الخوف من أن يلمسه أحد حتى لو كان والديه أو حتى أقرب الناس إليه، كما يخشى أن يبقى بمفرده في أي مكان مع أي شخص كالمربية مثلا حتى لا تتكرر المأساة.
تغير في شكل الجسم:
بالطبع للعلاقة الجنسية تأثيرات على الحالة الجسمانية، فإذا لاحظت تغيرا في شكل جسم طفلك أو طفلتك بصورة غير معهودة، الجئي فورا للطبيب لاكتشاف الأمر.
نصائح للتعامل مع هذه المشكلة بطريقة صحيحة:
1- عندما يمر طفلك بهذه التجربة المريرة وتكتشفين ذلك من خلال المؤشرات التي تم ذكرها سابقا، حاولي التحدث إليه وتوجيه بعض العبارات الهادفة له ومنها:
- أنت تعاني من اضطرابات في النوم، التغذية أو تأدية الواجبات المدرسية.
- هل هناك شيء يدور في عقلك؟
- هل أستطيع مساعدتك؟.
- ألاحظ أنك على غير عادتك فهل هناك شيء يزعجك؟.
2- إذا ساورتك الشكوك لتعرض طفلك للاعتداء الجنسي اتصلي بالشرطة أو مكتب الخدمة الاجتماعية، وإذا لم تكوني متأكدة يمكنك التحدث مع مستشار في مشكلات الإساءة والاعتداءات الجنسية.
3- عندما يكون تصرف البالغين غير صحيح عليكم الاهتمام بالآتي:
- على الوالدين الانتباه لأي سلوك غير مناسب من جانب الكبار الذين يتعاملون مع أطفالهم ويشمل بعض التصرفات التالية:
- ويحدث ذلك إذا كان هؤلاء الكبار يهتمون بالتواصل الجسدي ويشجعونه مثل العناق.
- أو يرغبون في قضاء الوقت مع الطفل بالخارج وعلى انفراد بعيدا عن الأنشطة المعتادة كأن يقوم المدرب بإقلال الطفل للمنزل.
- أو تقديم هدايا فخمة وتشمل الأموال أو الاهتمام بشكل مفرط من خلال إرسال الرسائل الخاصة له.
نصيحة أخيرة:
- ثق بطفلك كما تثق بحدسك.
- إذا أخبرك طفلك أنه يشعر بعدم الارتياح نحو شخص معين أو أنه لا يرغب فجأة في رؤية أحدهم، وليكن المربية، يجب الاستماع إليه باهتمام.
- أعلمه أن التحدث عما يزعجه شيء مفيد وآمن.
- لا تحاول تكذيب ما يجول برأسك من شكوك، فأنتم أيها الوالدين تعلمون أطفالكم أفضل من أي أحد.
قد يشعر الوالدان بحالة من العجز عندما يتعلق الأمر بحماية الطفل من العالم الخارجي لصعوبة تحقيق ذلك، وخاصة من شيء مخيف مثل الاعتداء الجنسي، ولكن إذا كنا على علم بالأعراض والمؤشرات التي تخص هذه القضية يصبح لدينا استعداد لاتخاذ الإجراءات المناسبة واللجوء إلى الطرق الخارجية الصحيحة، وبذلك نحن نقطع شوطا طويلا في حماية أطفالنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق